عبد الله المختار
42
”هَذَا هُوَ عَبْدِيَ الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِيَ الَّذِي يُفَرِّحُنِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ، فَيُعْطِي الْحَقَّ لِلْأُمَمِ. ‏2 لَا يَصْرُخُ وَلَا يَصِيحُ، وَلَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الشَّوَارِعِ. ‏3 لَا يَكْسِرُ حَتَّى عَصًا مَشْرُوخَةً، وَلَا يُطْفِئُ حَتَّى فَتِيلَةً مُدَخِّنَةً. يُجْرِي الْحَقَّ بِأَمَانَةٍ. ‏4 لَا تَرْتَخِي عَزِيمَتُهُ وَلَا تَثْبُطُ هِمَّتُهُ، إِلَى أَنْ يُثَبِّتَ الْحَقَّ عَلَى الْأَرْضِ. حَتَّى أَهْلُ الْجُزُرِ يَضَعُونَ أَمَلَهُمْ فِي شَرِيعَتِهِ.“
‏5 هَذَا كَلَامُ اللهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَنَشَرَهَا، وَالَّذِي بَسَطَ الْأَرْضَ وَكُلَّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَالَّذِي يُعْطِي حَيَاةً لِأَهْلِهَا، وَرُوحًا لِلسَّائِرِينَ فِيهَا. ‏6 ”أَنَا اللهُ دَعَوْتُكَ بِصَلَاحِي، أَنَا أُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلْأُمَمِ. ‏7 لِتَفْتَحَ الْعُيُونَ الْعَمْيَاءَ، وَتُخْرِجَ الْأَسْرَى مِنَ السِّجْنِ، وَتُحَرِّرَ الْجَالِسِينَ فِي ظُلْمَةِ الْحَبْسِ.
‏8 ”أَنَا اللهُ، وَهَذَا اسْمِي! لَا أَسْمَحُ بِأَنْ يُشَارِكَنِي آخَرُ فِي جَلَالِي، وَلَا صَنَمٌ فِي التَّسْبِيحِ الْوَاجِبِ لِي. ‏9 اُنْظُرُوا! إِنَّ مَا قِيلَ فِي الْمَاضِي قَدْ تَحَقَّقَ، وَالْآنَ أُعْلِنُ لَكُمْ أَشْيَاءَ جَدِيدَةً، وَقَبْلَ أَنْ تَحْدُثَ أُخْبِرُكُمْ بِهَا.“
أغنية حمد لله
‏10 غَنُّوا لِلّٰهِ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً. سَبِّحُوهُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ الْأَرْضِ. أَنْتُمْ يَا مَنْ تَعْبُرُونَ الْبِحَارَ، وَأَنْتِ أَيَّتُهَا الْخَلَائِقُ الَّتِي فِيهَا، أَيَّتُهَا الْجُزُرُ وَكُلُّ سُكَّانِهَا. ‏11 أَنْشِدِي أَيَّتُهَا الصَّحْرَاءُ وَمُدُنُهَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا الدِّيَارُ الَّتِي يَسْكُنُهَا قِيدَارُ، رَنِّمُوا يَا سُكَّانَ سَالِعَ. وَاهْتِفُوا مِنْ قِمَمِ الْجِبَالِ. ‏12 أَعْطُوا اللهَ مَجْدًا، وَاعْلِنُوا تَسْبِيحَهُ فِي الْجُزُرِ. ‏13 يَخْرُجُ الْمَوْلَى كَبَطَلٍ، كَمُحَارِبٍ يُشْعِلُ غِيرَتَهُ، يَهْتِفُ وَيَصِيحُ، وَيَنْتَصِرُ عَلَى أَعْدَائِهِ.
‏14 ”صَمَتُّ طَوِيلًا، سَكَتُّ وَضَبَطْتُ نَفْسِي. أَمَّا الْآنَ فَأَصِيحُ كَامْرَأَةٍ تَلِدُ، وَأَنْفُخُ وَأَتَنَهَّدُ. ‏15 أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالتِّلَالَ وَأُيَبِّسُ كُلَّ خُضْرَةٍ فِيهَا. أُحَوِّلُ الْأَنْهَارَ إِلَى أَرْضٍ، وَأُنَشِّفُ الْعُيُونَ. ‏16 أَقُودُ الْعُمْيَ فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا مِنْ قَبْلُ، وَأُرْشِدُهُمْ فِي مَسَالِكَ لَمْ يَعْلَمُوهَا. وَأُحَوِّلُ الظَّلَامَ أَمَامَهُمْ إِلَى نُورٍ، وَأَجْعَلُ الْأَمَاكِنَ الْوَعِرَةَ تَسْتَوِي. هَذِهِ الْأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلَا أَتَخَلَّى عَنْهُمْ. ‏17 أَمَّا الَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَى الْأَصْنَامِ وَيَقُولُونَ لِلتَّمَاثِيلِ: ’أَنْتِ آلِهَتُنَا‘ يَتَرَاجَعُونَ لِلْوَرَاءِ بِخَجَلٍ شَدِيدٍ.
شعب أعمى وأطرش
‏18 ”اِسْمَعُوا أَيُّهَا الطُّرْشُ! تَطَلَّعُوا أَيُّهَا الْعُمْيُ وَانْظُرُوا! ‏19 مَنْ هُوَ أَعْمَى غَيْرُ عَبْدِي، وَأَطْرَشُ كَرَسُولِي الَّذِي أَبْعَثُهُ؟ مَنْ هُوَ أَعْمَى كَالَّذِي أَثِقُ فِيهِ، أَعْمَى كَعَبْدِ اللهِ؟ ‏20 أَنْتَ تَرَى أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، وَلَا تَنْتَبِهُ لَهَا. أُذُنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ، وَلَا تَسْمَعُ.“ ‏21 اللهُ قَدْ سُرَّ مِنْ أَجْلِ صَلَاحِهِ، لِذَلِكَ يُعَظِّمُ شَرِيعَتَهُ وَيُكْرِمُهَا. ‏22 لَكِنَّهُ شَعْبٌ مَنْهُوبٌ وَمَسْلُوبٌ، كُلُّهُمْ وَقَعُوا فِي حُفَرٍ، أَوِ اخْتَفَوْا فِي السُّجُونِ. صَارُوا كَشَيْءٍ يُنْهَبُ وَلَا مَنْ يُنْقِذُهُمْ، صَارُوا كَشَيْءٍ يُسْلَبُ وَلَا مَنْ يُطَالِبُ بِإِرْجَاعِهِمْ.
‏23 مَنْ مِنْكُمْ يَسْمَعُ هَذَا الْكَلَامَ، وَيُصْغِي وَيَنْتَبِهُ لِمَا سَيَأْتِي؟ ‏24 مَنْ سَلَّمَ يَعْقُوبَ إِلَى السَّلْبِ، وَإِسْرَائِيلَ إِلَى النَّاهِبِينَ؟ هُوَ اللهُ الَّذِي أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ. لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا أَنْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ، وَأَنْ يُطِيعُوا شَرِيعَتَهُ. ‏25 لِذَلِكَ صَبَّ عَلَيْهِمْ غَضَبَهُ الْمُشْتَعِلَ، بِحَرْبٍ عَنِيفَةٍ. فَأَلْهَبَتْهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا، وَأَحْرَقَتْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْتَبِرُوا.